تسيير الوقت أثناء الامتحان

 

تسيير الوقت أثناء الامتحان : مفاتيح النجاح بين يديك

 خلال ضغط الامتحانات وتراكم الأسئلة وتوالي الدقائق، يبرز عنصر الوقت كأحد العوامل الحاسمة التي تُحدد مصير الطالب، ليس فقط من حيث الإنجاز، بل أيضًا من حيث جودة الإجابة وترتيب الأفكار. إنّ تسيير الوقت أثناء الامتحان لا يقل أهمية عن التحضير المسبق، بل هو الامتداد العملي لكل الجهد الذي بُذل قبل دخول قاعة الامتحان.

أولا: فهم الورقة قبل الشروع في الإجابة

عند تسلم ورقة الامتحان، من الحكمة أن يقضي الطالب أول دقيقتين في قراءة الأسئلة بالكامل. هذه الخطوة تساعد على تكوين نظرة شاملة عن محتوى الامتحان، وتُتيح له تقسيم الوقت بشكل منطقي حسب طبيعة الأسئلة. فبعض الأسئلة قد تتطلب تحليلًا عميقًا، بينما أخرى تكون مباشرة وسهلة الحل.

تانيا: تقسيم الوقت على أساس الأولويات

يُنصح بتخصيص وقت محدد لكل سؤال بناءً على درجته وصعوبته. على سبيل المثال، إن كان الامتحان يحتوي على ثلاثة أسئلة: سؤال بدرجة عالية وسؤالان بدرجات أقل، فمن الطبيعي أن يُمنح السؤال الأهم وقتًا أطول. هذا التوزيع الذكي للوقت يحمي الطالب من الوقوع في فخ الإجابة المُطوّلة على سؤال واحد وإهمال البقية.

ثالثا: البدء بما هو أسهل

في كثير من الأحيان، يبدأ بعض الطلاب بالأسئلة الأصعب ظنًّا منهم أن التركيز يكون في أوجهه بالبداية. لكن الحقيقة أن الانطلاق بالأسئلة الأسهل يمنح الطالب دفعة نفسية وثقة عالية، كما يُوفر وقتًا قد يُستثمر لاحقًا في الأسئلة المعقدة.

رابعا: ترك وقت للمراجعة

من الضروري ترك 10 إلى 15% من وقت الامتحان للمراجعة النهائية. خلال هذه الفترة، يمكن للطالب تصحيح أخطاء بسيطة، أو إضافة تفاصيل نسي إدراجها، أو حتى مراجعة العمليات الحسابية أو الصياغات اللغوية. هذه الدقائق قد تُحدث فرقًا كبيرًا في النتيجة النهائية.

خامسا: التحكم في التوتر والزمن النفسي

القلق الزائد قد يُشوّه إدراك الوقت، فيشعر الطالب بأن الوقت يمرّ أسرع مما هو عليه. لذا، فإن الحفاظ على هدوء الأعصاب، والتنفس بعمق، والتفكير المنطقي كلها أدوات مهمة لمواجهة التوتر وتحقيق تركيز أفضل يساعد في إدارة الوقت بفعالية.

خاتمة:

إنّ تسيير الوقت أثناء الامتحان ليس مهارة فطرية، بل هو فن مكتسب يُصقل بالممارسة والتجربة. ومتى أدرك الطالب أن الوقت مورد ثمين، وبدأ يتعامل معه بحكمة ووعي، فإنّ احتمالية النجاح سترتفع بشكل كبير، وسيشعر بعد الامتحان بأنه قدّم أفضل ما لديه دون ندم أو تقصير.